المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١١

ترنيمة الحب - علياء الأنصاري

صورة
إنّه الموت مركبٌ من ضباب يقود صاحبه إلى حيث الحقيقة سمفونية أزلية تتجددّ أنغامها في كل حين مفردة قاسية في قاموس الحياة , وجميلة أيضاً قاسية لأنها الحد الفاصل ما بين الحضر والسفر , ما بين اللقاء والفراق,  ما بين عالم الشهادة وعالم الغيب ويكمن جمال هذه المفردة في حيويتها فهي محطة العبور إلى العالم الآخر,  حيث الأشياء على حقيقتها والمعاني تظهر ببواطنها,  وكل شيء يبرز بوضوح وصدقٍ ,  وهناك تتجسد حقيقة الإنسان وحقيقة الحياة . لذلك لا بدّ من هذه المفردة, فهي ضرورية ضرورة الهواء والماء, وشفافة كتنفس رئتي الصباح المطهرتين بقطرات الندى نعم إنه الموت للمرة الثالثة يلتقي بها  ويخطف منها ذلك الأمل الجميل الذي داعب قلبها لسنين ستّ من عمرها الزوجي ها هو طفلها الثالث يموت هو الآخر بعد ولادته بعدة ساعات, كفنٌ صغيرٌ آخر , لفّ في طياته حبها وآمالها وانتظارها , ومشاق تسعة أشهر مرهقة. كم هي الليالي التي جلست تداعب فيها القمر والنجوم, وترسم في صفحة السماء أياماً غيبية جميلة عن مستقبلها الأمومي وحلمها الوردي الذي وظفت كل طاقاتها الروحية والبدني

الطغاة والبغاة - جمال بدوي

صورة
إذا دخل الإستبداد من الباب هربت الحرية والكرامة والأمن وحقوق الإنسان من النافذة, لأن الإستبداد لا يدخل وحده, إنما يصحبه الإرهاب والبطش والترويع, عندئذ يتحول الناس إلى كائنات هلامية, حسبهم من الحياة أن يعيشوها في سكون, وأن ينتهي بقاؤهم فيها دون أن يمسّهم طائف من العذاب. إنها حياة أشبه بحياة القطيع ليس فيها من النشاط الإنساني سوى إشباع الغرائز, أما إشباع العقل وغذاء الروح والإرتقاء بالتفكير, فكلها أنشطة تخضع لسيطرة المستبد الذي يسعده أن تتحول الرعية إلى إمعات معدومة الشخصية, تميل حيث تميل الريح , ولا تسبح أبدا ضد التيار ... لقد أفسد الإنسان ناموس الحياة ولم تعد الحرية فطرة تخلق مع الإنسان عند ولادته. وإنما أصبحت حقاً مغتصباً يسعى الإنسان إلى إسترداده, ويبذل في سبيله النفس والنفيس, ويحافظ عليه بكل ما يملك من قوت , ويدافع عنه كما تدفع الأم عن صغارها نهم الوحوش... إنك إن تهاونت في حريتك لحظة فهيهات أن تستردها, وإن تغافلت عنها طرفة عين فسوف تجدُ من يسرقها منك, ويدعيها لنفسه, فتصبح له عبداً ويصبح لك سيداً ... ونحن في حياتنا نقدس الحرية ونزرعها في نفوس أولادنا , ونتغني بالشعارات

علي وعائشة , سمفونية الجب على أرض السواد

صورة
علي وعائشة , سمفونية الجب على أرض السواد تدور أحداث الرواية حول عائلتين إحداهما شيعية والأخرى سنية كانتا تعيشان بأمن وسلام في إحدى مدن العراق . إلى أن اتى الإرهاب ليغتال أبي علي , الجار الشيعي لأبي خديجة السني وشريكه في العمل منذ عشرين سنة . بعد إغتيال أبي علي على باب بيته من قبل التكفيريين , تترك أسرته المدينة وتتوجه إلى الحلة , حيث تسكن العائلة عند الخالة ... قبل العميلة الإرهابية التي أودت بحياة أبي علي , كان هناك علاقة حب تجمع بين عائشة إبنة أبي خديجة وبين علي . تأثر علي بمقتل والده ولكنه بقي على حبه لعائشة ... تتوالى الأيام وإذ يصل الخبر لعلي بأن أبي خديجة ( والد حبيبته عائشة)  تم إغتياله على باب مطبعته ... وقبل إغتياله بيومين كان أبو خديجة قد أوصى بوصيته بأن لعلي نصف الحصة في المطبعة... يد الإرهاب التي قتلت والد علي ووالد عائشة تمتد أخيراً لتقتل مهنداً الولد الوحيد لأمه , وفي الإنفجار نفسه الذي قتل فيه مهند أصيب علي وبترت ساقاه ...   مقتطفات من الرواية عندما إلتقى علي وعائشة أول مرة بعد مقتل والده   نظر إليها فوجد حبه نائماً بين أهدابها كطفل صغير, فسبقت دموعه كلماته وهو