الازمة الدولية
الأزمة لغوياً تعني الشدة والقحط والمحنة , وأزم الشيء يعني أمسك عنه , كل طريق بين جبلين مأزم , وموضع الحرب مأزم .
إصطلاحاً الأزمة هي مرحلة تحول في أحداث متتابعة أو انها تؤدي الى تغيير حاسم . وتعرف الأزمة بأنها مرحلة الذروة في توتر العلاقات في بيئة إستراتيجية وطنية أو إقليمية أو دولية بحيث تصبح تلك العلاقات قاب قوسين أو أدنى من الحرب.
الازمة الدولية إذا هي توتر دولي طارئ , لا يبلغ مرحلة الحرب , ولكنها تنذر بوقوع الحرب , والأزمة تدل على حصول خلل في العلاقات الطبيعية بين الدول.
تحصل الأزمة الدولية خلال فترة قصيرة ويصاحبها حصول مواقف وتغيرات مفاجئة مما يؤدي الى تهديد مصالح إقليمية أو دولية , لذا يجب بذل مجهود كبير لحل الأزمة من قبل الأطراف المعنية تجنباً للإنزلاق في نزاع مسلح.
تصنيف النزاعات الدولية:
أزمات داخلية : أ- إنقسامية تؤدي إلى مواجهة مسلحة
ب -لا تحمل طابعاً عدائياً أو إنقساميا
أزمات خارجية: أ- أزمة إقليمية
ب- أزمة دولية
الأزمة الدولية قد تأخذ شكل النزاع المسلح , العملية الإرهابية , نزاع سياسي , اقتصادي, اجتماعي, بيئي...
تختلف الأزمة عن الصراع الدولي ؛ فالصراع الدولي هو الموقف الذي ينتج عن الإختلاف في الأهداف والمصالح القومية , وهو يرتبط بعدة أمور مثل الحدود الجغرافية وعدد الأطراف وحجم الموارد والإمكانيات المخصصة للصراع ونوعية الأسلحة المستخدمة والأهداف التي تحددها الدولة من وراء هذا الصراع.
كما ويُعرف الصراع الدولي بأنه تصادم إرادات وقوى , ويكون هدف كل طرف من الأطراف تحطيم الطرف الأخر كلياً أو جزئياً, بحيث تتحكم إرادته في إرادة الخصم, بما يمكنه في النهاية من تحقيق اهدافه.
أما مفهوم الأزمة الدولية فهو الموقف الذي ينشأ من إحتدام الصراع بين دولتين أو اكثر , بسبب سعي إحدى هذه الدول إلى تغيير التوازن الإستراتيجي القائم لصالحها, مما يشكل تهديداً جوهرياً للدول الأخرى التي تتجه نحو المقاومة, ويستمر هذا الموقف لفترة محدودة , وقد تلجأ الأطراف في هذه الحالة إلى إستخدام القوة العسكرية وتنتهي الأزمات غالباً بإقرار نتائج مهمة ومؤثرة في النظام الدولي.
الأزمة الدولية إذا هي المرحلة الأعلى في الصراع الدولي , حيث يتم وضع حدّ ونهاية لهذا الصراع باستخدام القوة أو العنف.
خصائص الأزمة الدولية: عنصر التهديد والمفاجأة وضيق الوقت والغموض .
التهديد قد يكون على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو العسكري أو الثقفي أو البيئي, أو الاجتماعي وقد تكون مصادره خارجية وداخلية , غالباً ما تتخلل الأزمة تهديدات متبادلة , واستعراضات قوى ومبالغات في تصوير المخاطر.
المفاجأة تحصل مع نشوء أزمة غير متوقعة , المفاجأة في المكان والزمان وطبيعة الأزمة.
تحدث الأزمة خلال وقت قصير , فتضغط على كل الأطراف من أجل تحديد موقف منها , ويصعب معرفة مجريات الأزمة الدولية لصعوبة تحكم اطرافها بها وغموض تفاصيلها.
أسباب الأزمات الدولية:
1- الإستعمار : لتسببه بنشوب العنف المسلح في الدول الخاضعة له.
2- مشاكل الحدود والمطالبة بالأقاليم.
3- سعي الدول لتحقيق مصالحها الإقتصادية دونما أكتراث بمصالح باقي الدول.
4- غياب الاستقرار السياسي الداخلي ؛ وهذا يدفع بعض الدول إلى إفتعال أزمات خارجية لإحتواء مشاكل الصراع الداخلي وتقوية الوحدة الوطنية.
أسلوب إدارة الأزمة الدولية:
معالجة الأزمة وتجميدها والتعامل معها
والمعالجة تتطلب الإحاطة بكل جوانب الأزمة وإيجاد الحلول النهائية لها, ولمسبباتها وعوامل تصاعدها , وتجميد الأزمة يعني الإبقاء عليها في وضع معين , وإبقاء تأثيراتها خارج دائرة التأثير المباشر على قيم الدولة وأهدافها والتعامل معها على انها حالة ممكن الاستفادة منها حتى ولو كانت تعرض الدولة لتهديدات واخطار.
إدارة الأزمة تختلف عن حلّ الأزمة
إن مفهوم إدارة الأزمة يعني قيادة الأزمة وتوجيهها والإمساك بمتغيراتها وإدارة هذه المتغيرات وتشكيلها بالصورة التي تسمح لمدير الأزمة بدفعها في الطريق الذي يريده من أجل أن تصل إلى النهاية التي تحقق أهدافه وتحمي مصالحه.
إدارة الأزمة الدولية تعني الإبقاء على الأزمة ومحاولة الوصول بها الى ما يحقق لصانع القرار أكبر قدر ممكن من الأهداف والحماية لمصالحه الحيوية.
أما مفهوم حلّ الازمة فيعني إنهاء الازمة دون الإستفادة من الفرصة.
وسائل إدارة الأزمة الدولية:
1- الوسائل الدبلوماسية : المساعي الحميدة- المفاوضات- عرض المنازعات على المنظمات الدولية والإقليمية).
2- الوسائل القانونية : التحكيم الدولي والقضاء.
3- العنف وإستخدام القوة
أدوات إدارة الأزمة الدولية:
1- أدوات المساومة الضاغطة : ( الحركات التي تقوم بها الدولة للضغط على الخصم لإجباره وقسره على قبول مطالبها) .
2- أدوات المساومة التوفيقية: ( الحركات التي تعبر عن رغبة الدولة في تخفيف الأزمة والإتجاه بها نحو التسوية والحلّ التوفيقي).
مراحل معالجة الأزمة:
توقع الأزمة - رصدها – تقدير الموقف منها – متابعتها – تنسيق – تجنيد – إستقطاب – سيطرة – إنهاء الأزمة.
طرق التعامل مع الأزمة:
الأزمة الداخلية : يتم محاصرة الأزمة وعزل القوى المؤثرة فيها , تمهيداً لمعالجتها.
الأزمات الخارجية : تلجأ الدولة إلى التفاوض من أجل حلّ الأزمة بالمفاوضات القسرية أو المفاوضات التصالحية.
المصادر:
عدنان السيد حسين _ نظرية العلاقات الدولية
رغد صالح الهدلة _ جريدة الإتحاد_ 29-10-2008
الدكتور عدنان السيد حسين
ردحذفيرفض اعتبار الأزمة انها المرحلة القاطعة من الصراع
باعتبار ان الازمة هي توتر دولي طارئ
اي لا يكون من الممكن التنبؤ به