إمبراطورية الفوضى - آلان جوكس




بعض الأفكار المهمة التي وردت في الكتاب


الدول الغربية هي التي عملت على توسيع رقعة الإنتشار الجغرافية للعنف في دول الجنوب لكي تُبعِد أسباب العنف عنها . فالعنف ليس محصوراً بالشعوب التي توصف بانها متخلفة , فأوروبا حتى الحرب العالمية الثانية ظهرَ فيها حركات فاشية ونازية عنيفة وبربرية. وفي إطار الحرب الباردة وإستراتيجية الأمن القومي الأميركي فيها, جرت إبادات جماعية في دول كثيرة بدعم من الأجهزة الخاصة بالولايات المتحدة الأميركية. تحت ضغط النيوليبرالية , العالم كله أصبح في حالة فوضى .

الولايات المتحدة الأميركية هي رأس نظام إمبراطوري يقوم فقط بضبط الفوضى بمعايير مالية وحملات عسكرية دون أن يكون مشروعه البقاء في الأرض التي يغزوها. ومقاومة إمبراطورية الفوضى تستلزم وجود جمهوريات إجتماعية تقف في وجهها , وأوروبا يمكنها أن تكون رأس حربة في مقاومة إمبراطورية الفوضى الأميركية.

الإرهاب ليس خصماً إنما مجرد تشكيل للعنف السياسي ويمكن إنهائه من خلال معالجة أسبابه . العالم في حالة فوضى تطغى عليها سلطة الولايات المتحدة الأميركية , لكنها غير خاضة لقيادتها (أي الفوضى).

الإمبريالية هي العولمة النيوليبرالية , العولمة الحالية لا تزال عاجزة عن ضبط نظام سياسي عسكري مطابق لنظام مالي. أميركا نواة العالم وتتحلق حولها أنظمة ديمقراطية رأسمالية , أما في البعيد فهناك بقع ومناطق تسودها الفوضى والإبادات الجماعية والأعمال البربرية. بعد الحرب الباردة أرادت الولايات المتحدة الأميركية فرض عالم على صورتها , عالم يوحدّه مبدأ الإضطرابات وتديره لعبة موازين القوى.
إن الدولة- الأمة أصبحت خاضعة للشركات المتعددة الجنسيات التي سلبت من الدول سيادتها السياسية والإقتصادية , لقد نُزعت السيادة من الدول والشعوب لصالح رؤساء مجالس إدارات الشركات عابرة القومية والمساهمين فيها.
العولمة الإقتصادية تعيد تشكيل السياسة , فهي تسبب فوضى تحرر الشعب من سيادته لصالح أرستقراطية فاحشة الثراء ومعادية للديمقراطية.
النيوليبرالية تدمر الدولة ولكن يجب التفكير دائماً بإمكانية قيام جمهورية إجتماعية أخوية. يقول
أرسطو : إن العدل هو الذي يخلق الأخوة وليست الأخوة هي التي تخلق العدل.

تواجه البشرية اليوم حالات من الإضطرات التي لا غاية ولا تهدف إلى إقامة حالة نظام معينة. النظام غير المستتب في العالم تقوده المؤسسات المالية العابرة للقوميات. على الناس أن تطيع إمبراطورية الفوضى الكبيرة والطاعة ليست لرئيس الولايات المتحدة الأميركية , إنما إطاعة السلطة النيوليبرالية العديمة الرأس التي تزعم ترتيب كل شيء بالإضطراب الذي يُسمى السوق.
إن الذي لا يملك القدرة على حماية الآخر , لا يحق له أن يطلب منه إطاعته (كارل شميت).
إن الإنسان يطيع من يملك القدرة على حمايته أو التسبب بخرابه (هوبز).
الحماية هي الوظيفة الوحيدة التي تضفي الشرعية على السيادة .
تتجه الجمهوريات في العالم نحو البلقنة :( الإبادات الجماعية , الإغتصاب, تشويه الجثث) أصبحت منتشرة في كثير من المناطق. أما المحكمة الجنائية الدولية هي تيار تعويضي , تقوم بمحاكمة بعض المجرمين ولكن لن يكون هناك وقاية من الجرائم ضد الإنسانية , لأن إمبراطورية الفوضى لا تضبط حماية حقوق الإنسان وهي تعطل عمل الأمم المتحدة وترفض توقيع المواثيق الدولية المُلزمة.

إن العُنف الممارس في عالم اليوم يهدف إلى فرض سيطرة وتراتبية مُعينة ولكنه لا يعمل على إقامة نظام سلمي. إن إحتقار حقوق الإنسان سمة من سمات العولمة الإمبراطورية , إن العولمة تجرف القرن الواحد والعشرين نحو إنتشار رقعة الرعب وتعميمه.
يتم تطوير آليات القمع من الناحية التقنية لمصلحة الجيوش الغربية ( إسرائيل وممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة ) تهدف إلى إنهاك السكان المدنيين حتى تقتصر مطالبهم على وقف القمع .
في البوسنة كانت أميركا تستطيع القضاء على القوات الصربية ولكنها لم تفعل ذلك , لأنها أرادت المحافظة على بعض القوى القادرة على توقيع إتفاقيات وقف إطلاق النار.
(الهجوم على وسط آسيا كان مخططاً له في الإستراتيجية الأميركية أما 11 أيلول فكانت فقط ذريعة . أميركا كانت قد وسّعت مناطق تواجدها بالقرب من منطقة شرق آسيا ووضعت قواتها في حالة تأهب دائمة).

 
العبودية الجديدة ( الإسترقاق ) : اليد العاملة رخيصة في دول العالم الثالث وأصبح يمكن الحصول عليها دون حروب إستعبادية وذلك من خلال الحطّ من قيمة الفلاحين وتدمير الطبقة الفلاحية ودفع الفلاحين للنزوح إلى المدن وتحويلهم إلى أيدي عاملة رخيصة.
النبلاء يحرضون على القمع الدائم أكثر من العسكر , هناك علاقة ما بين الإقتصاد والعنف.

التقدم التقني وإنهيار القطاع الزراعي ينتج أعداداً كبيرة من الفقراء المسحوقين الذين لا يجدون عملاً ولا طعاماً ويتحولون إلى مشردين, وتقوم المافيات العسكرية أو شبه العسكرية بصفيتهم للتخلص منهم من خلال أعمال الإبادة الجماعية , هذا هو توجه النظام الإمبراطوري العالمي الذي تسيطر عليه المقاييس المالية وهو عاجز عن كبح جماح هذه الموجة البربرية.







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصائد برتولد بريخت السياسية

صباح الخير يا جنوب !

ها قد أقبل علينا شهر الرحمة رمضان .